5/17/2012 3:54:00 PM
تحقيق - عمرو والي:
انتشرت فى الآونة الآخيرة ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج وتفضيلهم لحياة الحرية والعزوبية معلنين ''الثورة'' على الزواج رغم امتلاكهم للإمكانيات المادية والتى يعتبرها البعض العائق الأكبر فى إكمال نصف دينه كما يقولون.
''أخبار بلدنا'' التقى العديد من الشباب والفتيات لإستطلاع رأيهم حول الموضوع خاصة وأن البعض وضع ضمن أولوياته شغل منصب مرموق أو شراء سيارة عن الزواج.
كانت البداية مع محمد سليمان ''محاسب'' والذى أكد أن لديه إمكانيات جيدة للزواج إلا أنه يرى أن الموضوع مغامرة كبرى غير محسوبة مشيرا إلى أنه هذه المسألة لا تشغل باله حاليا خاصة وأن تركيزه منصب على عمله فقط وكيفية النجاح فيه، مضيفا أصدقائى المتزوجين يعانون الأمرين بعد الزواج وما يصاحبه من تكاليف باهظة بالإضافة إلى مشكلاته التى لا تنتهى وانا فى غنى عن هذا كله.
أما عبد الله صالح ''ليسانس آداب'' فقال: بالتأكيد العزوبية أفضل ولكن أعتقد أنها سنة الحياة ومن الضرورى أن يأتى على الإنسان وقت ويتزوج فيه عندما يكون فى سن مناسب ومؤهل نفسياً ومادياً ، مضيفا لا أفكر فى هذه الخطوة الآن خاصة مع مطالبة أهلى بضرورة الزواج فى سن مبكراً ولكن إقتناعى فى نفس الوقت أن لكل مرحلة مزايا وعيوب ولكن أعتقد أنه ''شر لابد منه''.
هانى شحاتة ''موظف'' قال: الظروف الإقتصادية الصعبة جعلت الجميع يعزف عن الزواج حتى القادرين منهم بسبب المسئولية التى تقع على عاتق الزوج لأنه بطبيعة الحال وهو عازب يتحمل مسئولية نفسه فقط.
وأضاف: الزواج يعنى أن يتحكم بك فرد مدى الحياة بداية من والد الفتاة التى تتقدم لها وطلبات أهلها المادية التى لاتنتهى مروراً بزواجك وإرتباطك بشخص آخر وتغيير نظام حياتك وفقاً له.. فالموضوع فى النهاية صعب.
أما أحمد حسين ''مهندس'' فيرى أن الحياة بها العديد من الأولويات أهم من الزواج ومنها إمتلاك سيارة على سبيل المثال فهى بالنسبة له أهم من الإرتباط.
وأضاف متسائلاً: لماذا أزعج نفسى فى الدخول فى نفق مظلم ''ليس له آخر'' مشيراً إلى تفضيله البقاء هكذا فترة من الوقت حتى يعيش شبابه دون التقيد بمن يحبس حريتك وسؤالك الدائم عن مواعيد خروجك من المنزل أو عودته إليه.
وأوضح: الحياة على أرض الواقع ''صعبة'' وتجد الفتاة فى مرحلة الجامعة كل همها أن تخرج بـ ''العريس'' مع صورة خيالية بالحياة الوردية وهو أمر مستحيل.
ورفض عمر طه ''مندوب مبيعات'' فكرة البقاء عازباً مشيرا إلى أنه يرى الزواج فى كل الأحوال أفضل ولكن يتوقف الأمر على كيفية إختيار الزوجة.
وأضاف: الأمر فى النهاية ''قسمة ونصيب'' مشيرا إلى أننا نشاهد فى حياتنا كل يوم أشخاص تزوجوا وأصبحت حياتهم أفضل وعلى العكس تماماً أشخاص تزوجوا وأصبحت حياتهم جحيماً فالموضوع مرتبط بمدى التفاهم بين الزوجين.
وأوضح: هروب الشباب من الزواج سببه الأساسى هو الخوف من المشاكل لأنها واردة لأننا فى النهاية بشر مشيرا إلى مصير الفرد في النهاية هو الإستقرار في بيت وتكوين أسرة.
أما كريم عبد المنعم ''محامى'' فيفضل العزوبية بسبب مرور أخيه بتجربة زواج فاشلة عانى بسببها الكثير وأن الجميع حتى أخيه يحاول إقناعه بأن الموضوع ''نسبى'' مشيرا إلى تخوفه من الفشل.
وأضاف: لا يوجد أفضل من حرية الفرد فى بيته دون الشعور بقيود الزوجية والإبتعاد عن الأصدقاء مشيرا إلى مخاطرته بتسليم حريته بأيده لتتحول حياته إلى فاصل من النكد والمشاكل.
ويرى محمود ضياء ''مدرس'' أكد أن جميع الشباب ممن يفضلون العزوبية يرون فى الزواج الجانب السيىء فقط مشيرا إلى أن الله عز وجل وصف الزواج بالسكن حيث قال عز وجل (لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة) فهذا الاساس بالعلاقة الزوجية المودة والرحمة.
وأضاف: لعل تجارب الاصدقاء التي يتم الإستناد إليها لم تعطى الصورة الصحيحة للزواج وجعلت الأمر مقتصراً فقط على المشاكل.
وأوضح: الأمر كله يكمن فى كيفية إختيار التوقيت المناسب لإتخاذ هذه الخطوة فتراهم يتزوجون وهم صغار فهم غير قادرين على التحكم بتصرفاتهم فما بالك عندما تحمل كل منهم مسؤولية عائلة وأطفال وهم ما زالوا أطفال.!!
أما عن آراء البنات حول الموضوع فترى دينا محمد '' طالبة '' أن الجميع يحمل البنت أو الزوجة وحدها المشاكل على الرغم من أن الزواج من المفترض أن يكون شركة بين فردين.
وأضافت: الشباب يخشون الزواج حتى لا يفقدوا حريتهم نفس الأمر بالنسبة للبنات فطبيعة الحال قبل الزواج تكون هى الأخرى لها حريتها وحياتها سواء فى الدراسة أو العمل.
وأوضحت: كما يتحمل الزوج أعباء المرحلة الجديدة فى الحياة تجد الزوجة هى الأخرى تتحمل مسئولية بيتها أو أطفالها بعد ذلك.
أما إيمان هاشم ''موظفة'' فترى أن الزواج فى حد ذاته ليس لعبة أو قرار سهل إتخاذه وإنما حياة جديدة يتم التأسيس لها وإذا أفتقد الزوجين التفاهم والإحترام بينهما فالحياة ستصبح مستحيلة.
وأضافت: الشباب يتهم البنات بتقيد حريتهم وعدم تحمل المسئولية على الرغم من أن أننا أكثر قدرة على التكيف مع الظروف المحيطة بنا وأمهاتنا خير دليل على ذلك، موضحة البنات كذلك قد تفضل أحداهن التفوق الدراسى أو العمل عن الآرتباط بشخص غير مناسب لها من الناحية المادية أو الإجتماعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق